أكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة الاقتصادية العربية البريطانية الرابعة، التي عقدت في لندن، خلال الأسبوع الحالي، وبمشاركة عربية وبريطانية حاشدة من مسؤولين رسميين ورجال أعمال ومستثمرين، أنّه “في الوقت الذي نمرّ فيه بلحظة فارقة ويواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة من تغيرات مناخية، وإعادة ترتيبات جيوسياسية، وتسارع رقمي، فإنّ المطلوب من البلدان العربية وبريطانيا تجاوز التجارة التقليدية نحو نموذج يرتكز على الابتكار والاستدامة والاستثمار المتبادل في رأس المال البشري”.
ونوّه أمين عام الاتحاد إلى أنّه “يتجاوز حجم التجارة بين المملكة المتحدة والعالم العربي اليوم 74 مليار جنيه إسترليني، وتستحوذ دول مجلس التعاون الخليجي وحدها على أكثر من 80 ٪ من هذا الرقم.
وأوضح الدكتور خالد حنفي أنّ “المنطقة العربية تتمتع برأس مال وتركيبة سكانية قوية، ودافع قوي للتنويع أما المملكة المتحدة، فتتمتع بخبرة عميقة، وابتكار عالمي المستوى، ومن هذا المنطلق نستطيع معًا بناء مستقبل اقتصادي مشترك، حيث تُعدّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أكبر شريكين تجاريين عربيين للمملكة المتحدة، ويعود ذلك إلى ازدياد صادراتهما من الطاقة والخدمات والاستثمار”.
وكشف عن أنّ “الآلات والمركبات والأدوية والخدمات المالية والتعليم تهمين على صادرات المملكة المتحدة إلى العالم العربي.
بينما تتكوّن واردات المملكة المتحدة بشكل رئيسي من الطاقة (النفط والغاز والبتروكيماويات) والذهب والمنتجات الزراعية في حين تتميّز تدفقات الاستثمار بقوة في كلا الاتجاهين، حيث تستثمر صناديق سيادية عربية رئيسية في البنية التحتية والعقارات والتكنولوجيا في المملكة المتحدة، وتنشط الشركات البريطانية في البنية التحتية والتمويل والتعليم في دول الخليج العربي. كما تُعدّ السياحة والتعليم من القطاعات المهمة، إذ يدرس أكثر من 50,000 طالب عربي في المملكة المتحدة سنويًا، كما ويزورها ملايين السياح العرب سنويًا”.
وفي كلمة لأمين عام الاتحاد خلال الجلسة الأولى بعنوان: “الابتكار في مجال الطاقة” توقع أن تستثمر المنطقة العربية أكثر من تريليوني دولار في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، مما سيخلق ملايين الوظائف ويجذب شراكات عالمية”.
ورأى أنّه “يمكن تعزيز التعاون العربي – البريطاني من خلال تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري على نطاقٍ واسع في مختلف القطاعات، من السياحة إلى التصنيع، حيث تمثّل خبرة المملكة المتحدة في إدارة النفايات وتقنيات إعادة التدوير فرصةً واعدةً للتعاون. كما يمكن رفع مستوى التعاون من خلال الشبكات الذكية والتحول الرقمي. أما بالنسبة للتعاون في قطاع السياحة، فإنّه يمكن لحلول الطاقة الذكية أن تُقلل التكاليف والبصمة الكربونية
وبيّن أنه “يُمكن لريادة المملكة المتحدة في مجال طاقة الرياح البحرية واحتجاز الكربون أن تُكمّل الخبرة العربية في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.
كما يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص توفير بنية تحتية واسعة النطاق، حيث نستطيع كبلدان عربية وبريطانيا تطبيق هذا النموذج على الشبكات الذكية الإقليمية ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، وهو ما يتماشى مع التزام المملكة المتحدة باستثمار 20 مليار جنيه إسترليني لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS) ، ومع خطط دول مجلس التعاون الخليجي لإنتاج الهيدروجين الأزرق”.
ودعا الأمين العام إلى “مواءمة اللوائح الإقليمية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر الأخضر، على غرار التأشيرة السياحية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي. فضلا عن إنشاء صندوق عربي بريطاني للطاقة النظيفة للمشاركة في تمويل مشاريع تجريبية في مجالات الطاقة الشمسية والهيدروجين والمدن الذكية. إلى جانب إطلاق مبادرة “مهارات الابتكار في مجال الطاقة”، من خلال ربط الجامعات البريطانية بمراكز التدريب المهني العربية لبناء قدرات القوى العاملة”.
وختم الدكتور خالد حنفي كلامه بالقول إنّه “لا يقتصر الابتكار في مجال الطاقة على التكنولوجيا فحسب، بل يشمل أيضًا التحول وبكيفية دعم اقتصاداتنا، وتمكين شعوبنا، والحفاظ على كوكبنا. وعلى هذا الصعيد فإنّ العالم العربي والقطاع الخاص العربي على استعداد لقيادة هذه المسيرة، والمملكة المتحدة شريك لا غنى عنه في هذه الرحلة”.