تفقد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية اليوم بالإسكندرية، مشروع توسعات مصفاة ميدور لتكرير البترول لمتابعة تقدم الأعمال في استكمال المراحل النهائية، والتشغيل التجريبي للوحدات الإنتاجية بالمشروع.
وبحسب بيان من وزارة البترول اليوم الأحد، أكد الملا أهمية الأسراع في مرحلة التشغيل النهائي، واستكمال المراحل الأخيرة وفقا للبرنامج الزمني.
وأكد المهندس طارق الملا أن هذا المشروع من أكبر المشروعات التي يجري تنفيذها على صعيد الاقتصاد المصري وليس في قطاع البترول والغاز فقط، والتي سيلمس مردودها الاقتصادي الكبير عند اكتمال التنفيذ من خلال زيادة الإنتاج المحلي من المنتجات البترولية، وتقليل تكاليف استيرادها وتوفير النقد الأجنبي.
وأضاف الملا إن ما تحقق في إنجاز مشروع توسعات ميدور يمثل قصة نجاح في تنفيذ مشروع فريد من حيث الحجم والاستثمارات والتكنولوجيا المتقدمة، مشيرا إلى تحدي تنفيذه في قلب مصفاة تكرير قائمة وهو ما نجحت فرق العمل في فعله بأعلى معايير الجودة والسلامة والكفاءة، وفقا للبيان.
وأشار الملا إلى أن تنفيذ هذا المشروع بأيدي الكفاءات البترولية المصرية أمر يدعو للفخر بامتلاك مصر لكوادر بترولية عالية الكفاءة استطاعت استيعاب ومواكبة تطبيق التكنولوجيات العالمية في التنفيذ والتشغيل ومراحل العمل المختلفة.
وذكر أن تنفيذ المشروع بكفاءات مصرية وباستخدام مكون محلي في جانب كبير من وحدات المشروع له مردود إيجابي من حيث تخفيض تكاليف التنفيذ لهذه النوعية من المشروعات مقارنة بالعديد من بلدان العالم التي لا تمتلك هذه المقومات.
وعقب الجولة، عقد الوزير اجتماعا لمتابعة الموقف التنفيذي لاستكمال تشغيل الوحدات الإنتاجية حيث تابع عرضاً توضيحياً من المهندس صلاح جابر رئيس شركة ميدور الذي استعرض موقف جاهزية التشغيل للوحدات الإنتاجية الجديدة بالمشروع.
وأوضح جابر أنه تم الانتهاء من دخول عدد كبير من وحدات المشروع مرحلة التشغيل التجريبي مؤخرا ومنها وحدة معالجة السولار الجديدة لإنتاج السولار بالمواصفات الأوروبية “Euro5″، بالإضافة إلى تشغيل جميع مرافق وتسهيلات مشروع التوسعات.
وأشار إلى موقف الأعمال الجارية في باقي الوحدات من أجل اكتمال جاهزيتها للتشغيل التجريبي وفقا للبرنامج الزمني المستهدف، حيث يساهم المشروع في رفع طاقة التكرير لمصفاة ميدور إلى 160 ألف برميل يوميا بزيادة نسبتها 60%.
كما استعرض جابر ما تم من جهود ساهمت في الانتهاء بنجاح من إعادة تأهيل جميع الوحدات القائمة في مصفاة ميدور.
ويوفر المشروع الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 2.7 مليار دولار منتجات بترولية عالية الجودة بكميات تصل إلى 3 ملايين طن سنويا وفي مقدمتها السولار بالمواصفات الأوروبية، والبنزين عالي الأوكتين، ووقود النفاثات، والبوتاجاز، والكبريت، وفقا للبيان.
ويشهد مشروع التوسعات منظومة عمل بترولية متكاملة لتنفيذه وتشغيله وصيانته وإمداده بمقومات الإنتاج من خلال الشركات البترولية المصرية، حيث شارك في تنفيذه شركتا بتروجت وإنبي بالتعاون مع المقاول العام شركة تكنيب العالمية، وتشارك في منظومة عمله بالتعاون مع ميدور كل من شركات إيبروم وبترومنت وصان مصر وميدتاب وجاسكو وعدد من الشركات البترولية.
حرص وزير البترول خلال الزيارة على متابعة الموقف التنفيذي لمشروعي مجمع إنتاج السولار بأسيوط “أنوبك”، ومصنع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة “MDF” من قش الأرز “ووتك” بمدينة إدكو أحد المشروعات الخضراء التي يستثمر قطاع البترول في تنفيذها، حيث عقد الوزير اجتماعين عبر الفيديوكونفرانس لمتابعة تقدم الأعمال.
وأكد الملا أن مشروع مجمع إنتاج السولار الجديد بأسيوط يعد أحد أهم المشروعات التي ينفذها قطاع البترول في إطار خطة الدولة للاستفادة القصوى من مواردها وتنمية محافظات الصعيد، ومن أهم مشروعات القيمة المضافة التي تستهدف تعظيم الاستفادة من موارد الدولة.
وأوضح أن ذلك يأتي عن طريق اعتماد أحدث الوسائل التكنولوجية لتكرير البترول باستخدام تقنية التكسير الهيدروجيني للمازوت، حيث سيقوم بتحويل المازوت المنتج من مصفاة شركة أسيوط لتكرير البترول إلى منتجات بترولية عالية القيمة وبصفة أساسية السولار بالمواصفات الأوروبية.
وتابع الوزير عرضا توضيحيا من المهندس محمد بدر رئيس شركة أسيوط الوطنية لتصنيع البترول (أنوبك) استعرض فيه تقدم أعمال الإنشاءات والتركيبات بموقع المشروع، مشيرا إلى ما تم إنجازه من خطوات خلال العام بعد وصول وتركيب كافة المعدات الكبرى بالمشروع من الأبراج والمفاعلات والأفران وأوعية الضغط والمبادلات الحرارية والضواغط والطلمبات والآلات والمعدات وكافة المهمات بموقع المشروع.
كما تم تصنيع وتركيب المستودعات الكبرى ومحطات المرافق والمباني الصناعية وغير الصناعية، وإنجاز العديد من الأعمال المدنية وأعمال تصنيع وتركيب الهياكل المعدنية والمواسير ومد الكابلات، ومن المخطط خلال عام 2024 استمرار تنفيذ أعمال الإنشاءات من أجل بدء تجارب التشغيل لبعض الوحدات، وفقا للبيان.
ويعمل المشروع البالغ تكلفته الاستثمارية نحو 2.9 مليار دولار على توفير السولار بالمواصفات الأوروبية Euro5، بالإضافة إلى النافتا المستخدمة في إنتاج البنزين عالي الأوكتين، والبوتاجاز، والكبريت كمنتجات ثانوية، وغيرها من المنتجات.
أكد المهندس طارق الملا أن مشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة من قش الأرز بمدينة إدكو من المشروعات الخضراء ذات المردود الاقتصادي والبيئي الفعال في آن واحد مما يعظم من قيمته وأثره.
وأوضح أن ذلك يأتي في إطار إيمان قطاع البترول بأهمية تنفيذ مشروعات خضراء والتي تدعم بقوة البعد البيئي، بالإضافة إلى المردود الاقتصادي من خلال المساهمة في توفير منتجات محلية الصنع ذات قيمة مضافة مرتفعة، وإحلال جانب من الواردات.
وتابع الوزير عرضا توضيحيا من المهندس أحمد بركة رئيس الشركة المصرية لتكنولوجيا الأخشاب (ووتك) استعرض فيه موقف تقدم الأعمال للمشروع، والخطوات الجارية لاستكمال مراحله النهائية استعدادا لبدء الإنتاج التجريبي.
وتصل تكلفة المشروع المقام بمدينة إدكو بالبحيرة إلى حوالي 350 مليون يورو، وهو يعد أحد أهم المشروعات من الناحية البيئية والاجتماعية والاقتصادية، حيث سيساهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق قش الأرز خلال موسم الحصاد، وفقا لبيان الوزارة.
ويعمل المشروع كذلك على تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية متمثلة في قش الأرز واستخدامه كمادة خام رئيسية لإنتاج منتج ذي قيمة مضافة مرتفعة مثل الألواح الخشبية متوسطة الكثافة والتي ستسد جانبا كبيرا من الاحتياجات المحلية وإحلال نسبة كبيرة من الواردات من هذا المنتج، وتوفير النقد الأجنبي ووضع مصر على خريطة المنافسة العالمية في تصنيع أخشاب MDF.