كتب: محمد خفاجي
انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المنتدى العربي الثالث من أجل المساواة في القاهرة، والذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، من أجل مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة والتي يستضيفها مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، والمركز الإقليمي للمساعدة الفنية للشرق الأوسط التابع لصندوق النقد الدولي، تحت عنوان “التصدي لعدم المساواة في ظلّ الأزمات المتعدّدة”.
– منظومة متكاملة تصبّ في الحماية الاجتماعيّة
في الجلسة الافتتاحية، أشارت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج إلى الظروف الدوليّة والإقليميّة الصعبة التي تنعقد في ظلّها النسخة الثالثة من المنتدى والتي تتحدّى الضمير الإنساني والقوانين الدولية والالتزامات الأخلاقيّة.
وقالت إن الوزارة عملت على بناء منظومة متكاملة تصبّ في الحماية الاجتماعيّة منذ عام 2014 للاستجابة للأزمات والتصدّي لها ولرعاية جميع فئات المجتمع لتحقيق ليس فقط التنمية المستدامة بل أيضًا التنمية العادلة.
– دفع عجلة التنمية المستدامة
وسلّطت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي الضوء على دور الحدّ من عدم المساواة في توطيد النسيج الاجتماعي، وتعزيز الازدهار الاقتصادي، وفي دفع عجلة التنمية المستدامة إلى الأمام. وقالت: “مهمّتنا واضحة: نبني الشراكات، نلهم التجدّد في السياسات، نلتزم بتفكيك كلّ العقبات. ولا نبالغ إذا قلنا إنّ مهمتنا ملحة. فقد حان وقت العمل الجدي لإحداث التغيير المنشود”.
– أكثر من 42 مليون شخص يعاني من الفقر
ويجد تقرير جديد صادر عن الإسكوا دوّامة من الأزمات” أنّ عدم المساواة بين الشباب وعدم المساواة في الحصول على الغذاء آخذان في الازدياد، كما يكشف أنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع في المنطقة العربية زاد بحوالي 42 مليون شخص بين عامي 2015 و2023. وستسترشد مناقشات هذا المنتدى بنتائج التقرير الذي يقدّم خريطة طريق لمعالجة أوجه عدم المساواة في المنطقة.
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية نورا سليم: “لقد كان العمل من أجل الإنسانية هو الدافع الرئيسي لإنشاء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية منذ ما يقرب من 23 عامًا. وقد كان هدفنا الثابت والرئيسي على مدار الأعوام الماضية هو التحول إلى مؤسسة دائمة التعلم، تتبنى فلسفة التسلح بالمعرفة، وتسترشد بأفضل التجارب والممارسات التنموية، وتلتزم بدعم البرامج والمبادرات ذات التدخلات القائمة على الأدلة العلمية القابلة لقياس الأثر.”
– حلول لحماية مكتسبات التنمية
وتناول المنتدى أيضًا الحلول الممكنة لهذه الظاهرة على المدى القصير لحماية الناس ومنع تفاقم أوجه عدم المساواة في أوقات الأزمات، ومنها تقديم المساعدات الإنسانية وتحسين الاستجابة للكوارث. كما سيطرح حلولًا على مستوى السياسات لحماية مكتسبات التنمية على المدى الطويل، والتي تشمل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
– إطلاق مبادرة جسور في مصر
وتلت الجلسة الافتتاحية جلسة خاصة لإطلاق مبادرة جسور الإقليمية في مصر على المستوى الوطني، بحضور المغني المصري أبو، أحد الوجوه الإعلامية للمبادرة التي تم إطلاقها في عام 2022 بهدف زيادة فرص العمل للشباب والشابات، وتعزيز مهاراتهم وفرص توظيفهم.
ويجمع المنتدى الذي يستمر على مدى يومين وزراء ومندوبين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية، وشبكات المجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الفكر الدولية، وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية. وسيناقش المشاركون كيف يمكن للأزمات المتعدِدّة والمتزامنة أن تضاعف حدّة بعضها البعض وأن تفاقم من عدم المساواة في البلدان العربية.
ما هي الإسكوا؟
تعد الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.